يناير 10, 2025

السودان أخبار الساعة: مقالات: كيف استطاع الماتادور السوداني أن يسحق ثور الجنجويد ؟!! صهيب حامد

Spread the love

السودان أخبار الساعة:

كيف استطاع الماتادور السوداني أن يسحق ثور الجنجويد ؟!!

صهيب حامد

هذا مبتدأ سلسلة مقالات تؤرخ لانتصار جيشنا على الجنجويد ، فكما يمد الماتادور الإسباني قطعة قماشه الحمراء لثوره الهائج في استراتيجية تستهدف إسقاطه وإيصاله لمرحلة الخوار دون إلحاق الأذى بالماتادور. إذن ذلك ما فعله جيشنا وهو يسوق مليشيات الجنجويد ودولة شرهم شمالا وجنوبا شرقا وغربا دون هدف الا إصابة رقعة القماش الحمراء التي يرفعها أمامهم جيشنا بهدف إسقاطهم اخيرا وهم يعوون في خوارهم الأخير بلا تحقيق هدف ولا وصول (ميس). إذن فكيف ضعف صدر موجة الجنجويد الذين شنوا حربهم ضد الشعب السوداني وجيشه منذ صبيحة ١٥ أبريل ٢٠٢٣ بتمويل وتوجيه من دويلة الشر واسناد ََمن تشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا حفتر وبعض دول الساحل الأفريقي التي شكلت مخزونا بشرياً ظن أرباب المؤامرة انه لن ينفذ ابدا .لقد استطاع الجيش السوداني أن يجعل من السودان ثقبا اسود يمتص كل موجات الجنجويد التي تهافتت على وطننا تهافت الفراش على النار؛ إذ استهدي الدعم السريع برأي باقة واسعة من الخبراء والمستشارين العسكريين الذين وفرتهم دويلة الشر فرسموا خطة الحرب الخاطفة التي استهدفت إجهاد الجيش السوداني ثم هزيمته تمهيدا لاستلام السلطة في السودان ومن ثم تسليمه للدويلة التي رعت الدعم السريع وسلحته ودربته ثم حرضته على قلب نظام الحكم تمهيدا لإقامة دولة على نموزج إمارات الخليج ومشيخاته مما يسهل امتصاص ثرواته والاستفراد بموقعه الاستراتيجي. ولكن لحسن حظ الوطن فلقد تصادف أن يكون على قيادة الجيش السوداني في هذه اللحظة التاريخية ثلة من القادة على قدر عال من الإدراك بالرهانات الاستراتيجية للمعركة وكذلك على قدر من الكفاءة والقدرة على تفكيك هذه المؤامرة ثم هزيمتها ومن ثم تحطيم وكسر مخلب قط المؤامرة (المليشا) وإزالة تشوة بدعة تعدد الجيوش في بلادنا والي الأبد. كذلك فلقد استطاع الجيش السوداني فضح الجناح السياسي للمليشيا؛ فلقد استطاعت دويلة الشر أن تستغل رأس المال السياسي لمجموعة قحت/تقدم وتستخدمهم كغطاء سياسي لتبرير كل ممارسات الجنحويد؛ وبهزيمة المليشيا انهزمت معها قحت/تقدم وشيعا معا غير مأسوف عليهما من قبل السودانيين إلى مزبلة التاريخ .
كيف ضعفت موجة الجنجويد؟.. وكما هو معلوم فقلد أقامت دويلة الشر خطأ لإمداد العتاد يمتد من تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى. الأول مرورا بشمال دارفور والثاني بغرب دارفور عبر الجنينة والثالث عبر جنوب دارفور ثم تتلاقى كل هذه الخطوط في نقطة ما داخل دارفور ليسير في خط إمداد واحد إلى الخرطوم والجزيرة والي سنار. كذلك تم إقامة خطوط إمداد بشرية عبر نفس هذا المسار لجلب الجنحويد من ليبيا و النيجر و مالي وباقي دول الساحل عبر تشاد وكذلك من أفريقيا الوسطى وكل هذه الموجات ترحل فيما بعد إلى وسط السودان. بخصوص العتاد فلقد ارتفع أداء طيران الجيش السوداني رويدا رويدا وفق ما اقتضته ظروف المعركة واستطاع الطيران أن يقطع خطوط الإمداد على طول مساره من نقطة دخول الحدود السودانية والي وسط السودان مستعينا بعديد الأصدقاء في الرصد وتحديد الاحداثيات وتوفير الذخائر محولا أرض السودان لجحيم حقيقي اكل اغلب عتاد دويلة الشر وأحاله لرماد. كذلك استهدف الطيران أمواج الارتزاق التي كانت تتقاطر لنهب بلادنا. لقد كان حافزهم الأول هو نهب المدن السودانية التي سيطروا عليها في بداية الحرب كالعاصمة الخرطوم ثم انتقلوا لمدني وقرى الجزيرة ثم انتقلوا لسنجة والدندر والسوكي حيث كانت هذه المدن غنيمة سهلة أصبحت حافزا لجلب المزيد من أمواج الارتزاق. لكن وفيما ارتفع أداء جيشنا فيما بعد صعب إسقاط المزيد من المدن وزاد استهداف الجيش (الطيران خصوصا)للأمواج البشرية للجنحويد هنا قل الحافز كثيرا فقلت رويدا رويدا كثافة الأمواج البشرية بل ازدادت الهجرة العكسية صوب الحواضن داخل وخارج السودان فطاردهم طيران الجيش إلى هناك مستهدفاً التحصينات والمظاهر العسكرية. وهنا ظهرت النائحة المستأجرة (قحت) تولول مستعطفة الرأي الدولي ضد طيران الجيش في مظهرها خوفا على المدنيين الذين لم يكونوا هدفا وفي مبطنها دفاعا عن جناحها العسكري. لقد عبئوا أمواج مرتزقتهم كذلك لإسقاط الأبيض والفاشر والدلنج والنهود بحافز انها تحوي غنائم الفلول ولما فشلوا في إسقاطها بخسائر ثخينة تشتتوا لاعنين يوم دخولهم في المحرقة. إذن ضعفت موجتي إمداد العتاد وقوافل المرتزقة بفعل الطيران وانعدام الحافز (النهب والغنائم) ولم تعد دولة الشر قادرة على حشد المزيد لأن الحافز الذي صار ينتظرهم هو الموت المجاني بلا عائد. وهكذا استطاعت القوات المسلحة السودانية أن تضع نفسها ضمن باقة الجيوش الأكثر كفاءة في العالم بعكس دعاية قحت التي حاولت أن تبث الدعاية السوداء في ثنايا سير المعارك مصورة التراجعات التكتيكية للجيش بأنه ضعف وخوار ناتج عن سيطرة الفلول عليه والزج به في حرب ليست حربه. لقد أحوجنا عام ونصف من الزمان في سبيل تنفيذ الخطة التي اضعفت موجة الجنجويد وفي أثناء ذلك خسر السودانيون الأرواح والأموال والغالي والنفيس ولكن العزاء خروجنا بجيش ارتقت به تحديات رهانات الحرب التي اتضحت لكافة السودانيين.. جيش قد علم تماما الان كيف يحمي الوطن وكيف يهزم الجنجويد بعد عام ونصف من الكر والفر والانتصار والانكسار والشد والجذب.. والأهم انه قد علم تماما أن لا بديل لنا الا هو.. فلقد كان هذا الجيش عند مبتدأ الحرب طفلا خديجا تعهدناه كشعب رضاعا وعلاجا وغذاءا إلى أن وقف الآن فنياً يبذ العالمين.. لقد أعدنا جيشنا سيرته الأولى بعد طول إهمال ومن هنا نبدأ. أن البشرى الكبرى هي أن أمواج الجنحويد من الآن فصاعدا سوف تقل بمتوالية هندسية الى ان تنقطع تماما في ظل انعدام الحافز المادي وكذلك في ظل الفشل المليشي المزمن في إسقاط مدن جديدة؛ كما سوف تصبح المدن المحاصرة الآن (الفاشر والابيض والنهود وبابنوسة والدلنج ) رأس جسر لتحرير ما حولها.
إن الحرب في روع الشعوب لا تحسمها معركة مفردة ولكنها معارك ومعارك يفوز فيها من يملك القدرة على تحريك الإرادة الوطنية للشعب فيمنحه الناس مفتاح مخزونهم البشري فيكون له حق السحب التدريجي من هذا المخزون؛ كذلك يمنحونه مواردهم فيكون له حق السحب التدريجي من هذه الموارد؛ كذلك كان له الحق الحصري للرضاع من ثدي شعبه بعكس المليشيا التي ظلت ترضع من ثدي الشيطان وكلما تقدمت الحزب زاد دعم شعبنا لجيشه وتناقص دعم الشيطان لمليشياته أن كيد الشيطان كان ضعيفاً. فلمائة عام خلت قد استثمر شعب السودان في هذا الجيش مهما كان رأي السودانيين فيه ونغمتهم عليه في كثير من المنعطفات ولكن في الرهان النهائي يحسون الآن بالرضى عن عوائد هذا الاستثمار بعكس القوى الإقليمية التي استثمرت مليارات الدولارات في الجنحويد وقد ذهبت كلها غنيمة لقواتنا المسلحة. لذا لم يتمكن الجنحويد ولا آلة دعايتهم السياسية المتمثلة في قحت/تقدم من كسر حلقة دعم الشعب لجيشه رغم الدعاية السوداء في دمغ الجيش بأنه مطية الفلول والإسلاميين؛ فالسودانيين يعرفون جيشهم ليس فحسب بالشم والذوق واللمس والسمع والنظر ولكن قبل ذلك بحواسهم السوادس وليسو في انتظار من يعرًفهم به للتو ما إذا كان جيش فلول أو جيش الوطن؛ يعرفونه كمعرفتهم لاطفالهم وليس عبر الدعايات الكاذبة مدفوعة القيمة. وللعجب فإن ثلة قحت/تقدم التي اكتشفت العجلة بخصوص جيشنا لم تكتشف إلى اليوم بنت من تكون هذه المليشيا واي حبل سري يغذيها.. قطعا فقحت تعلم على الأقل الذي تعلمه الدنيا كلها وأذاعته صحف وتلفازات العالمين ولكنه عقوق الوطن الذي بورقه أكل عجين العمالة وبئس المصير؟!! قطعا يعرف السودانيون كيف يردون الصاع صواع وصواع وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون.