مدارات مرادبلة *جنوب كردفان..سقط الواشون*
مدارات
مرادبلة
*جنوب كردفان..سقط الواشون*
*حسناً فعل الأمير كافي طيارة عندما ذهب إلى منزل الوالي محمد ابراهيم عبدالكريم وبرفته نفر كريم وقيادات مهمة بعد قطعية دامت لشهور عددا..دق خلالها الواشون إسفين في العلاقة بينهما وها هو ذا الأمير يقدم على خطوة تنم عن وعي كبير وأنه إرتقى إلى مصاف المسؤوليات الوطنية الملقاة على عاتقه والتي تحدم عليه وعلى الجميع وعلى كل مؤسسات الدولة وآلياتها أن تتحد للعمل على قدم وساق في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد لمجابهة الغازي الذي إستباحة الدولة السودانية..
*الأمير الجنرال كافي في هذه الجلسة التي إلتأمت بمنزل الوالي تحدث حديث الصراحة والشفافية موضحاً مكمن الداء وهو أن هنالك فئة عملت (للوقيعة) بينهما فاشهر حسام الإختلاف في وجه الوالي دونما أسباب منطقية وبادل السيد الوالي الموقر طيارة ذات الشعور بأن (الهم مشترك والقضية واحدة والهدف لا خلاف عليه) والمتمثل في الحفاظ على الإستقرار..
*غير أن ما لم يقله الرجلان أن هنالك من يجلسون على شاطي البحر الأحمر ويتناولون بمزاج عالي الأسماك الطازجة مالذ منها وطاب هؤلاء هم الذين يعملون على إحداث الجلبة وإثارة الفتن ماظهر منها وما بطن.. واسوأ ما يمكن ذكره أن تجد أحداً تقلد منصب والي ولاية جنوب كردفان منذ ما يناهز العشرون عاماً جرت خلالها مياه كثيرة تحت الجسر ونشأت وترعرت أجيال تحمل آمال عراض و جديدة ويريد العودة مرة أخرى إلى ذات المنصب عبر إستغلال الأوضاع المعقدة والإستثنائية التي تمر بها البلاد، ومثل تلك العقول التي جُبلت على التآمر هي أس البلاء وعلى المركز بورتسودان ألا يكون لهم آذان صاغية..
*غير أن السؤال المحوري هو ما الجاذب في حكم ولاية جنوب كردفان في هذا التوقيت العصيب حتى يتسابق إليها البعض حيث تعاني من تمردين يحاول كل منهما ضرب طوق من الحصار على الحاضرة كادقلي مما أحدث أثراً بالغاً على جل مناحي الحياة و أمتد التأثير على إنسياب الخدمات وعلى دوران عجلة التنمية وعلى تدفق الإستثمارات، بيد أنه رغم ماذكر آنفاً فإن جنوب كردفان تعد من أكثر الولايات أمناً بمعيار ما يقوم به التتار الجنجويد في الولايات التي دخلوها..وما لا يعلمه الكثيرين أن الوالي قد قام في هذا الصدد بدور إجتماعي كبير وقاد مبادرات ثرة لذا إذا كان من والي يستحق وسام الصمود من الطبقة الأولى من بين ولاة الولايات لهو الضابط الإدارى محمد ابراهيم عبدالكريم فهو منذ أن أشعل الجنجويد هذه الحرب اللعينة لم يتزحزح قيد انملة من الولاية وظل صامداً شامخاً كجبال النوبة التي خبر كراكيرها ولم يهرب إلى بورتسودان مثل بعض الولاة وبعض قيادات المنطقة ليس هذا فحسب فقد كانت لديه فرصة ليدير الولاية من إحدى الولايات القريبة والآمنة مثل ولاية النيل الأبيض وهو ما أشارت به جهات عليا في الدولة حيث تركت تلكم الجهات المعنية أمر تقدير ذلك للولاة أنفسهم لذا كان لدى السيد الموقر الوالي محمد ابراهيم عبدالكريم فرصة ثمينة ليدير الولاية من ربك مثلاً أو كوستي عبر جهاز الموبايل (مرتاح و هادئ البال) ينتاول وجبة الإفطار وقوامها السمك المحمر أو المقلي في أرقى المطاعم على شاطي النيل الأبيض بكوستي ويتناول وجبة الغداء في مشاوي نزار أمدرمان الذي نقل نشاطه من الخرطوم إلى مدينة ربك بعد الحرب، لكن أبت (نفس) الوالي الأبية أن ينعزل عن واقع مواطني الولاية التي ُوُلي عليها فقد آثر أن يكون معهم يعاني ما يعانون ويحس نبض قلوبهم ويشقى بشقائهم إن حدث لهم مكروه ويسعد بسعادتهم في ساعة العسر..
*إذاً أليس بلإمكان لأبناء الولاية وقياداتها أن يضعوا تقديراً خاصاً لرجل لم يرى اسرته وابناءه لعامين منذ أن تقلد أمر هذه الولاية بسبب المسؤوليات التي لايستطيع معها إن يغفو مجرد غفوة..
*بصراحة افضل فترة تنحسر فيها التوترات ويعم فبها السلام الإجتماعي بين مكونات الولاية لهي تلك التي يكون فيها الوالي بعيداً عن الإجندات والتقاطعات القبلية ولا يمكن أن يحدث ذلك إلإ في حالة واحدة وهي أن يكون من خارج المنطقة فمعظم الولاة من اصل ولاية جنوب كردفان الذين حكموا في الفترة الماضية كانوا في مرمى الإتهامات بالإنحياز لهذا الطرف أو ذاك سواءاً كان ذلك صحيحاً أو غير صحيح.. ولأن الظرف حرج أتركوا الوالي محمد ابراهيم يكمل مشواره..ولا تضعوا له المتاريس.
وخالص ودي وأحترامي للجميع حتى لمن أساء لي في تسجيل دفع به إلى أحدى المدونات وللأسف أنا لست عضواً بها…لكن (الكلام الشين بصل) وللرد زمانه..