كل الحقيقة* *عابد سيداحمد* *مكتولين هواك ياسيد الاسم*
*كل الحقيقة*
*عابد سيداحمد*
*مكتولين هواك ياسيد الاسم*
برغم انه ليس من ابناء كردفان الا ان الشاعر عبد الجبار عبد الرحمن كتب (مكتول هواك ياكردفان )
الاغنية التى ابدع فى تلحينها وادائها ابن كردفان الموسيقار د. عبد القادر سالم وذاع صيتها بصوته الجميل
وعبد القادر من الذين تعلقوا بتراث كردفان منطقته الجميلة الساحرة التى اعجب بها الشاعر عبد الجبار الوافد اليها عندما عاش فيها وسحرته بجمالها
وميزة عبد القادر انه بعد ان تشبع بذلك الجمال فى منطقته نقل تراثها من محليته للقومية ابداعا مشى بين الناس ثم نشره خارج البلاد
و ظل لسنوات طويلة يشنف اذاننا بالروائع … و يبعث فينا الدهشة فى مسيرته فى كل شئ
ففى مجال الغناء وازن بين التراث والمعاصرة فى اغنياته بالداخل فابدع ووظف المقام السودانى الخماسى مع ملامح مقامات عربية فى مشاركاته الخارجية فادهش
واستطاع خلال مسيرته الحافلة بالعطاء ان يسجل لمكتبة الاذاعة عددا كبيرا من الروائع التى نقشت فى دواخلنا والتى من بينها مكتول هواك يا كردفان وليمون بارا واسير غزال وكلم قمارينا وبسامة والنوم جافانى وغيرها الكثير الكثير … ليردد حتى اجانب كثر اغنياته
اما عبد القادر الانسان فعندما كنا فى وزارة الثقافة والاعلام كان لاينقطع عنا ليس بحثا عن موقع او خدمة تخصه وانما عاش حياته من اجل الاخرين فكان يحمل هم المريض من زملائه حتى يتعالج ومن يمر بظروف منهم حتى يتجاوزها لهذا عندما نافسه الموسيقار الكبير محمد الامين على رئاسة اتحاد الفنانين اختاره الاعضاء وقدموه رئيسا عليهم بمنطق انه (زول حارتهم)
و هو الذى هرول للدفاع عن زميله خوجلى عثمان الذى طعنه مهووس امام اتحاد الفنانين حتى تعرض عبد القادر للاصابة وهو يمسك بالقاتل ويسلمه للشرطة
وعندما زرنا مرة الفنان عبدالرحمن عبدالله فى منزله ايام مرضه قبل رحيله برفقته
بكى عبدالقادر وهو يمسك بيد البلوم ثم اخذ يمتدح ماقدمه عبد الرحمن لكردفان وللوطن الكبير وعن مميزات عبد الرحمن الغنائية حتى ابكاه
ليرد عليه البلوم بقوله هكذا انت كبير كبير ياعبد القادر
وهكذا ظل رجل مبادئ لا يتزحزح عنها
فعندما لجا النجوم للمهاجر فى اعقاب اندلاع الحرب رفض هو مغادرة منطقته بام درمان وبقى فيها وسط الرصاص والدانات منذ بداية الحرب و حتى مرضه قبل ايام
ان عبد القادر خلق ليبدع وليخدم الاخرين الذين جاء دورهم الان حكومة وزملاء ومحبين لنقف بجانبه فى مرضه حتى يتعافى
انه يستحق واكتر صاحب الاسم الكبير فى حياتنا الذى صنعه بتفرده فى كل شئ