مدارات مرادبلة *التسجيلات ضد مبارك أردول.. هذه المرة طاشت السهام*
مدارات
مرادبلة
*التسجيلات ضد مبارك أردول.. هذه المرة طاشت السهام*
*إنشغل الرأي العام مؤخراً بتسجيلين إثنين أخذا حظاً كبيراً من الرواج أحدهما ينسب لقائد قوات الدعم السريع المتمرد محمد حمدان دقلو(حميدتي) بينما التسجيل الثاني يخص مبارك أردول الذي كان يشغل منصب المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية وقد كان يثار حوله جدلاً كثيفاً إبان توليه هذا الموقع اللامع ، غير أن هذا الجدل والدجل حوله ظلاً متوصلاً حتى بعد إعفائه..ما يعني أن ثمة جهات بعينها تترصده وتستهدفه وتضعه دوماً تحت المجهر
*وفيما يتعلق بالتسجيل الأول المعني بقائد قوات التمرد فهو بلا قيمة وذلك لأن من نسب إليه هذا التسجيل قد (فات) ومات ولا نزيد…، أما التسجيل الآخر والذي حوى مكالمة هاتفية بين مبارك أردول وشخص يدعى محمد عثمان فهو يعود إلى ماقبل حرب الخرطوم التي تشنها قوات الدعم السريع المتمردة على الشعب السوداني-أي ان له أكثر من عام ولنا أن نسأل لماذا صمت معدو هذا التسجيل طيلة هذه المدة وما الهدف من نشره في هذا التوقيت وحرب الكرامة تمضي إلى نهاياتها..
*وتجدني هذه المرة مع ماقاله به أردول في التسجيل ومفاده تقوية الجهازين الاهم في الدولة وهما جهاز المخابرات العامة بقيادة الفريق أول مفضل وهيئة الإستخبارات العسكرية بقيادة اللواء صبير..
*فأردول تحدث حديثاً عقلانياً حول ضمان تفوق هذين الجهازين..لأن في تفوقهما بالطبع حماية للدولة وهما كذلك اللذان يمهدان للمجلس السيادي والقوات المسلحة السودانية أن تعملان على قدم وساق ووفق توازن عناصر السلطة..وهو ما أدى إلى صمود الدولة أمام ريح التآمر العاتية التي إستهدفت كيان الأمة حيث تملكت العالم بأثره الحيرة والذي كان يتوقع أن تنهار الدولة نسبة لهذه الحرب المعقدة..
*لكن فيما يبدو لم ييأس المتآمرين في المحاولة لدق إسفين في العلاقة بين الأطراف الحاكمة ففي بداية الحرب كانت جل سهام الإستهداف والتآمر قد صُوبت نحو الرئيس البرهان ولما أن لم يجدي ذلك نفعاً هاهم مع بشريات نهايات الحرب هاهم يتجهون للنيل من كباشي السودان فثمة جهات تعمل للحط من قدره وذات الجهات في غاية (الضيق) من القبول الذي يحظى به الرجل لدى عموم الشعب السوداني وهذا القبول لو تدرون لم يأتي هكذا إعتباطاً فالشعب السوداني بعد المآسي والمصائب الكبيرة التي مرت وتمر به بات أكثر حصافة ويستطيع أن يدرك من (قلبه على البلد)…
*والحقيقة الناصعة البياض أن القوات المسلحة السودانية ليست بها تكتلات أو صراع أجنحة فتلك أمراض الساسة والأحزاب السودانية والتي اورت البلاد مورد الهلاك..أما الجيش السوداني فهو ماكينة قوية تعمل بكفاءة عالية ووقودها الإنضباط والإذاعان للتراتيبية العسكرية ولولا هذا الإنضباط الصارم لإختطف الجنجويد الدولة والأهم أن قادتها رجال في غاية الوعي ومنسجمون فيما بينهم لذلك هي عصية على الإختراق وإن حدث فلن يضرها إلا أذى ومحاولة إتخاذها مطية و الزج بها في أتون أجندة خاصة فذاك أمر مستحيل..وهي التي إنحازت للثورة والمواطن ضد دولة الجماعة واي حديث عن سيطرتهم عليها فهو حديث لا يحترم العقول..
*والملاحظة في التسجيل أن المتصل الآخر هو الذي عمد على إستدراج أردول والزج بإسم كباشي في الحديث بينهما وهنا نورد أن مشكلة بعض الشخوص والدوئر التي تعتقد أنها قريبة من الكباشي تتحدث أحياناً كثيرة بإسمه وتنسب إليه ما لم يقله وتجترح تحليلات لا علاقة له بها ولا يمكن أن يقصدها بالتالي تخرج أحياناً أقواله من سياقها، والثابت في الامر أن كباشي السودان ذكي ويحترم المؤسسات ولايمكن أن ينزلق في مثل أجندة لا معنى لها…
*وهذا التسجيل الذي قصد منه زرع بذور الشقاق قد تجاوزته الأحداث فمثلاً ماورد فيه بخصوص الإطاري فقد تخلى عنه حتى معدوه وغبر..، بما فيها ما تناوله التسجيل حول موقف مني أركو مناوي ضد الإطاري و وصفوه بالجيد.. فالآن قواته تقاتل جنب إلى جنب القوات المسلحة السودانية..أما بخصوص تصدير الذهب ليوظف جزء من ريعه لرفع وتمكين أداء أجهزة الأمن كما ذكر أردول في التسجيل فهو امر جيد طالما يتم وفقاً للقانون.. وكل ذلك (كوم) ومحاولة مس سمعة مدير المخابرات العامة يعد (كوم) آخر ..فلو كان الرجل يبحث عن المال لإنجرف وراء إغراءات قائد التمرد حميدتي الذي حاول ثم حاول وإشترى من إشترى لكن هيهات فمفضل فوق الشبهات وظل طيلة مسيرته المهنية نظيف اليد وفوق هذا وذلك هو رجل وطني لايمكن مقارنته بأي من رجالات الدولة المتواجدين على سدة الحكم اليوم لأسباب نوردها لاحقاً..
*في تقديري هذا التسجيل إذا تجاوزنا الأسئلة المشرعة وهي كيف تم على حين غفلة من أردول وماهي الجهة التي قامت به..إذا تجاوزنا هذه الأسئلة فيجب أن نستوعب أنه جزء من مؤامرة كبيرة تحاك بليل وتستهدف تماسك قادة القوات المسلحة وتستهدف مؤسسات هي في الأصل تكافح مجرد بروز شبه لفساد..يحدث ذلك والقوات المسلحة السودانية تتهيأ لتتربع على عرش أفضل الجيوش في القارة السمراء (فما لا يقتلني يقويني ) فالواقع أن الجيش السوداني سيخرج من هذه الحرب وهو أكثر قوة وعدة وعتاد ولن تنجح هذه التسجيلات في إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء ولن تستطيع سهام الأعداء النيل من الإنسجام والتفاهم الكبير بين قادتها..