مدارات مرادبلة *وفد المسيرية أم وفد غرب كردفان.. و لقاء البرهان
مدارات
مرادبلة
*وفد المسيرية أم وفد غرب كردفان.. و لقاء البرهان*
تصحيح لما ورد حول الوفد الذي إلتقى بفخامة الرئيس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان حيث شاع بانه وفد قيادات المسيرية غير انه في الأساس هو وفد غرب كردفان ويضم مكونات كل المنطقة من حمر وداجو ونوبة بجانب المسيرية..
*وسمي الوفد بوفد المسيرية أو هكذا تعاطى معه الإعلام نسبة لأن الحرب التي تشنها قوات الدعم السريع المتمردة على الدولة قد وجدت دعماً كبيراً من كثير من بطون وعشائر وأفخاذ قبائل العطاوة عموماً وعلى رأسهم المسيرية بالطبع بجانب الرزيقات..ومع ذلك ليست كل مسيري أو كل من ينتسب لمجموعة العطاوة هو بالضرورة دعامي متمرد..بل إن من أبناء العطاوة المسيرية من ضرب مثلاً في الزود عن حياض الوطن.. مثلاً لا يضاها وليس أدل على ذلك من قائد ثاني الفرقة ٢٢ بابنوسة العقيد/حسن درمود وهو من المسيرية الزرق اولاد أم سليم و الذي قدم نموذجاً للصمود الأسطوري والذي يمكن أن يكون ملهماُ للأجيال القادمة وعبره نرفع القبعات إحتراماً لكل جنود الفرقة ٢٢ بابنوسة ولقائدها الهمام اللواء معاوية الذين قدموا أبهى صور الثبات في وجه العدوان الدعامي الغاشم..
*وأدلف إلى المفاجأة في وفد غرب كردفان المسيري..المفاجأة هي وجود العميد جودات البطل المعروف قائد ثاني الفرقة ١٦ مشاة بنيالا والذي قدم درساً في الصمود كبيراً، وما رشح حينها من أنباء أن عناصر التمرد الدعامي قد عرضت عليه مبلغ ثلاثة ترليون ج س (بالقديم) مقابل أن يسلمهم نيالا (تسليم مفتاح) عبر وسطاء مقربين جداً له إلا أنه رفض رفضاً باتاً …
*وحمل الوفد مفاجأة أخرى وهي وجود السيد الصادق مريدة ضمن كشف الحضور وللذين لا يعرفون فإن مريدة كان يحسب على قوات الدعم السريع المتمردة في المجلد بقيادة اللواء (خلا) عبدالرحمن جمعة، ليس هذا فحسب بل إتخذت من منزله ربما بالتنسيق معه مقراً للقيادة..ولله في خلقه شئون، ولأن ياتي مريدة ضمن الوفد فذاك إعلان عملي ببرأته من التمرد…ومن المتوقع أن يتساقط كل من يعتقد أنهم حواضن إجتماعية لقوات الدعم السريع المتمردة بعد الهزائم المتلاحقة والمتتالية والنكراء التي منيت بها هذه القوات المعتدية والمحرقة التي زج الجنجويد أنفسهم فيها..على يد بواسل الجيش السوداني ..وهي خطوة مهمة ومطلوبة أن (تُلف) مزيد من الحبال حول عنق قوات التمرد، وأن يأتي المسيرية متأخرين خير من إلا يأتوا..
*وفد غرب كردفان الذي قوامه( ٩٤) شخصاً ضم شخصيات مهمة من المسيرية الحمر والزرق منهم على سبيل المثال لا الحصر اللواء(م) بندر إبراهيم والعميد(م) سعيد علي سعدون وهما من الفلايتة أحد بطون المسيرية الحمر وأيضاً كان حضوراً من الفلايتة في لقاء الرئيس الدكتور رحمة عزاز المعتمد والوزير السابق و من أميز الحضور الزعيم علي إسماعيل حمودة وهو رجل مهم وذو وزن إجتماعي ثقيل وهو من المسيرية الحمر الجبارات الذين يتخذون الفولة عاصمة إجتماعية لهم بجانب الفلايتة كما شمل الوفد قيادات من أولاد عمران وهم أحد افخاذ المسيرية الحمر ويتمركزون في منطقة الدبب ومنهم أمير المجاهدين قاسم موسى ونجدأبرز قياداتهم على الإطلاق (الوجيه) المهندس رجل الأعمال الشهير حسن صباحي والذي كانت له صلات جيدة مع رأس النظام السابق عمر البشير ومثل حينها ضلعاً مهماً من أضلاع الإستقرار في المنطقة والأهم هو وجود العمدة يس كباري وهو من المسيرية الحمر الفلايتة أما المسيرية الزرق فنجد آدم عقيدات من لقاوة وكان من المفترض أن يضم إلى الوفد المقاتل الشرس داؤد حرقاص وهو من المسيرية الحمر بطن الفيارين وكذا كان من المفترض حضور شخصية في غاية الأهمية وهو الأمير إسماعيل حامدين ويعد من حكماء المنطقة وينتسب إلى الحمر فخذ أولاد عمران وقد سبق وأنجز كميناً ضد أمداد لقوات الدعم السريع المتمردة قادم من دولة جنوب السودان ويقوده جنوبيون مرتزقة حيث تم قتل قائدهم وأسر آخرين..
*فيما مثل من الداجو في الوفد المهندس جندي يس (مرشح سابق لمنصب والي ولاية غرب كردفان)..ومثل من النوبة المهندس إبن عمر صابون ومن دينكا نوك جون زكريا أتيم إبن القيادي المعروف..
*وقد جاءوا إلى فخامة الرئيس البرهان وفي جعبتهم عدة مطالب منها سداد مرتبات العاملين ومستحقاتهم وطالبوا أيضاً بمليون جوال ذرة كما طالبوا بتدعيم مستشفيات المنطقة بإختصاصيين وإنشاء محطة للطاقة البديلة والأهم أنهم طالبوا بتشغيل محطة الفولة الحرارية وطالبوا بفتح مراكز الشرطة والنيابات والقضاء بما يعرف بمثلث العدالة..
*و لو كنت صائباُ فأهداف هذا الوفد الأساسية ومن غير البنود الخدمية تتلخص في أولاً تصحيح الصورة الذهنية حول المسيرية بأنهم مافتئوا مع الدولة السودانية التي يقودها البرهان عطفاً على تبرئة هاتيك المكونات السكانية من أفعال التمرد الدعامي بجانب تقديم مقترحات بشأن إمكانية إنسلاخ شامل للمسيرية من قوات التمرد والأهم أنهم أي المسيرية تحديداً يريدون تقنين إنضمامهم للمقاومة الشعبية المسلحة ولعمري إنضمام قبيلة المسيرية الذين هم أحد قبائل العطاوة ليست كأي إنضمام فهم من إستولوا على الإحتياطي المركزي ويستحوذون كذلك على مناطق في شرق النيل بولاية الخرطوم..ولهذا كان أهم ما دفعوا به من مطالب هو مدهم بالسلاح..لحماية الحدود الجنوبية والجنوبية الغربية لقطع أحدى طرق إمداد التمرد غير أن للوفد مطالب اخرى دفعوا بها لوزير المالية جبريل وهي توفير وسائل الحركة من آليات وسيارات مقاتلة..
*في تقديري رجوع المسيرية إلى حضن الوطن يعد خير شاهد على فشل مشروع عرب الشتات الذي أخذ أشكال عدة فتارة بهدف تأسيس دولة العطاوة وأخرى إنهاء تسلط دولة ٥٦ وتوطين الديمقراطية وهلمجرا وجميع ذلك مجرد إدعاءات كاذبة لأن ما يحدث هو غزو خارجي بمعاونة بعض من هم بالداخل لإختطاف دولة إسمها السودان..