يناير 10, 2025

مدارات مرادبلة *تجربة الضابط الإداريين على المحك*

Spread the love

مدارات

مرادبلة

 

*تجربة الضابط الإداريين على المحك*

 

[ولاية غرب كردفان معايير جديدة للوالي القادم]

 

*محطات الألم في هذه الحرب المعقدة كثيرة إبتداءاً من ما حدث من تقتيل وإغتصاب على يد مليشيا الدعم السريع في ولاية الخرطوم وتلاها ما إرتكبته هذه المليشيا القذرة من إبادة جماعية في مناطق المساليت ودفن أكثر من ١٥ الف منهم وهم أحياء في واقعة فريدة تعد الأولى في هذا القرن..ثم ما حدث مؤخراً ويحدث في ولاية التسامح ولاية الجزيرة وتحديداً في شرقها إبتداءاً من السريحة و تمبول ثم الهلالية وقائمة إنتهاكات قوات قوات التتار الدعامي تطول

*غير أن أكثر ما إعتصر القلوب إلماً هو إستباحة مدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان على يد بنيها وإعمال آلة القتل على خلفيات عرقية بحانب عمليات السلب والنهب التي طالت كل سكان المدينة بما يمكن التعبير عنه بالمثل الشعبي القائل(شال يدو وتبظ بيها عينو) فتحولت الفولة الحميرة المدينة الوادعة والتي تعتبر العاصمة الإجتماعية للمسيرية الحمر إلى خراب شامل وبعدها بالطبع إنتقل دولاب الدولة إلى مدينة النهود ليضيف لها مزيداً من الإستقرار والأمن والإزدهار بينما أصاب كثير من سكان الفولة النزوح والتشرد..فإي غباء هذا الذي جبل عليه هؤلاء القوم ..حدث ذلك ووالي الولاية المقال عصام هارون بعيداً عن كل التفاصيل وقصة السقوط بسبب إقامته الدائمة بمدينة الأبيض ولعل هذا ما أدى إلى الإطاحة به حيث كانت لديه فرصة لينتقل بمكتبه من الابيض إلى مدينة النهود ليُنهي بذلك زمناً قضاه بعيداً عن مجتمع الولاية إلا أنه أمعن أكثر في العزلة والنأي بنفسه عن قضاياهم، ومن زاوية أخرى فأن فشل والي ولاية غرب كردفان المغادر يجعل تجربة الضباط الإداريين الذين تسيدوا المشهد التنفيذي في الولايات على المحك وذلك إذا علمنا أن تجربة الوالي عصام لم تكن الوحيدة التي نالت ذات التقييم فهنالك ولايات أخرى إضطر المركز بورتسودان أن يستبدل ضباطها الإداريين الولاة بحكام عسكريين مثل القضارف وكسلا وبورتسودان بيد ان ثمة تجربة أخرى لضابط إدارى آخر لم تكن موفقة وهو عمر الخليفة والى ولاية النيل الأبيض الذي بحسب الراي العام حوله هناك قد تحول إلى تاجر ونسي هموم المواطن وعلى إثرها نال صيتاً سيئ والحق أقول أن ذلك وغيره فتح الباب على مصراعيه لتلج خيارات أخرى بعيداً عن البزة العسكرية أو الزي النظامي للضباط الإداريين ففي ولاية غرب كردفان تحديداُ يمور حراكاً مهماً في سياق من سيخلف عصام حيث برز من النوبة الإستاذ المحامي عادل دلدوم الختيم أشقر ولم يدفع مكون الحمر بأيما خيار إلى يومنا هذا أما مكون المسيرية الذي يمثل ضلع الولاية الثالث فتبدو الفرصة معدومة لديهم في ظل وجود نائب والي منهم وهو ابراهيم كرشوم الذي يشارك بإسم الحركة الشعبية جناح عقار وعليه لايستقيم أن يكون الوالي ونائبه من مكون واحد وبما أن الوالي المقال من مكون حمر فإن حظوظ المحامي عادل دلدوم هي الأوفر خاصة أنه يلقى إجماعاً كبيراً ويدعمه المسيرية وكثير من مكون حمر والأهم من ذلك أنه لا يوجد منافس له من النوبة كما يدعمه أيضاً إرث عظيم فهو إبن القيادي الكبير والمعروف دلدوم الختيم أشقر والذي له تاريخ ناصع البياض دعماً للخط الوطني وصولات وجولات في ملف كردفان عموماً..ويظل مصدر قوة المحامي عادل أنه ملم أيما إلمام بجغرافيا وطبوغرافيا وديموغرافيا المنطقة وقضاياها..وتفاصيلها القبلية كما أنه قريب جداً من كل مجتمعات الولاية ولا تحفظ عليه يذكر..