يناير 16, 2025

مدارات  مرادبلة         أبناء النوبة بولاية الخرطوم *الخيل تجقلب والشكر لي حماد*

Spread the love

مدارات

مرادبلة

 

 

أبناء النوبة بولاية الخرطوم

 

*الخيل تجقلب والشكر لي حماد*

 

 

*الوالي أحمد عثمان /صحاف الحرب الكبرى.. إستعراض بلا محتوى*

 

هل يكره أبناء النوبة

 

 

*قيل (في كل أزمة أو حرب كبيرة نرى صحافاً جديداً يبيع للناس الخداع والأكاذيب) (الصحاف هو وزير الإعلام العراقي خلال الحرب…)..ولم أجد في حرب الخرطوم وهي بالطبع حرب كبيرة من يماثل هذه المقولة سوى والي الخرطوم احمد عثمان المولع بالظهور على شاشات التلفزة وصفحات الإعلام الرقمي بما فيها وسائل التواصل الإجتماعي إذ أن هذا الوالي كل شغله الشاغل هو جذب الإنتباهة إليه بصورة إستعراضية دونما مردود.. وكذلك وظف الماكينة الإعلامية التابعة للدولة حوله بأسوأ مايكون لأجل تقديم عرض فارغ بلا نتائج، فعلى مستوى الواقع والتفاصيل ليست الأمور كما تبدو ..

*وأول ما يؤخذ على الوالى احمد عثمان كثير الحركة قليل العمل هو أنه لم يستوعب التغيير الذي حدث في الخارطة السكانية بالولاية والتي شكلتها الحرب وتحديداً في أمدرمان، وصحيح أن العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة السودانية في طوال الولاية وعرضها قد إدت إلى تحسن ملحوظ في كثير من المناطق ومؤخراً تصدرت منطقة بحرى القائمة فيما يخص درجة تحسن الأوضاع والتي تمضي من إفضل إلى أفضل صحيح ذلك إلا أن أمدرمان تظل الأكثر أمناً وعلى نطاق واسع وهو امر لاينتطح فيه عنزان..

*فمن حي الشقلة القديمة مروراً بحدود الفتيحاب إلى حي المهندسين إلى محطة الخليج وبانت والعباسية والموردة وابوروف وحي الضباط وأبوكدوك إلى شارع العرضة ثم تأتي إلى أمبدة العاشرة والثورات إلى شارع الوادي إلى الجزيرة إسلاج شمال كرري علاوة على مناطق غرب الحارات والإسكان والفتوحات وبيرحماد والشيء الذي لا يريد الوالى أن يستوعبه أو لا يريد الإعتراف به بسبب إصراره وسيطرة العقلية القديمة أن جل سكان هذه المناطق المذكورة آنفاً والتي تمثل ٩٥%من مناطق سيطرة الحكومة جل سكان هذه المناطق هم من مكون أبناء النوبة، فالذي حدث بعد إندلاع الحرب أنهم إنتشروا فيها في شكل تشكيلات عسكرية بوصفهم كتائب إسناد للقوات المسلحة السودانية بعد ان نزح إصحابها إلى مدن السودان المختلفة فظل أبناء النوبة يتواجدون في هذه المساحات الواسعة ليؤكدوا تحكم و سيطرة الجيش على الميدان حيث بلغ عدد المستنفرين منهم أكثر من ١٠ ألف مقاتل ينتشرون في عدة محاور فيما نجد أن عدد الشهداء قد تجاوز ال٤٥٠ ولا يشمل ذلك ضحايا القذف العشوائي الذي تقوم به المليشيا كلما تجرعت مر الهزيمة..بينما فاق عدد الجرحى والمصابين ال ٨٠٠ مابين بتر لرجل او يد وغيره وهذه الأرقام لا تشمل أبناء النوبة الذين هم أصلاً جنود رسميين في القوات النظامية المختلفة، ومصداقاً للمقولة الشائعة (لايعرف قدر الرجال إلا الرجال) فقد تقدم الفربق أول ركن ياسر العطا بالشكر لمكون النوبة على الملأ وفي أكثر من لقاء جماهيري لإستجابتهم السريعة لنداء القائد العام والإنضمام من أول وهلة إلى ركب المستنفرين والمجاهدين وبلاءهم البلاء الحسن في شتى المحاور وفي شتى الوحدات العسكرية سواءاً في هيئة العمليات اوكتائب الإسناد مثل البراء والبرق الخاطف وفي الجيش النظامي فحدث ولا حرج ،إن ماقدمه أبناء النوبة من تضحيات في ميادين القتال لاينكره إلا جاحد وذلك من منطلق إحساسهم العميق بانهم أصل الحضارة السودانية إن جاز التعبير وإنهم أحفاد ملوك ملكة كوش الموغلة في القدم كما أظهرت شواهد التأريخ بجانب أنهم قدتوصلوا قبل غيرهم بأن جماعة الجنجويد ومليشيا التتار هم العدو الإستراتيجي للدولة السودانية، ووفقاً لما سبق ضرب احمد عثمان بكل هذه التضحيات وبكل ذاك الإرث عرض الحائط وأخذ يمارس الظلم ويمتطي صهوة الخذلان لهم وتمظهر ذلك أول ما تمظهر في نهجه في توزيع مواد الإغاثة والسلات الغذائية والتي لم يراعي فيها مبدأ العدالة الشيء الذي دفعهم أي أبناء النوبة للإستعانة بالمركز الجديد للحصول على معالجات مباشرة وإذكر غير مرة قد جادت عليهم بورتسودان بعدد ٢٠٠٠ جوال من الذرة بجانب عدد مقدر من البطاطين.. وكانت ثالثة الأثافي تتمثل في القرار الذي أصدره مؤخراً بتعيين ثلاثة وزراء بحسب القرار الصادر من وزارة الحكم الإتحادي القاضي بتقليص عدد الوزراء..فالوالي احمد عثمان أصر على نهج التهميش والإقصاء ورفض تكليف أياُ من أبناء النوبة في موقع وزاري بل قام بإبعاد حتى من كانوا معه في الحكومة المقالة، وهي ذات العقلية التي تحمل في ثناياها الحقد والإضطهاد والتي ترى في ابناء النوبة مجرد مخالب قط لتثبيت أركان الدولة وعندما تأتي المكاسب تذهب لغيرهم بمبدأ المثل الشعبي القائل(الخيل تقلب والشكر لي حماد) ألم يرى السيد الوالي الإستعراضي فارغ المحتوي كيف كافأت بورتسودان القائد مصطفى تمبور على تجرده ووطنيته وجنده الذين ابلوا بلا حسناً قولاً وفعلاً ودفعت به والياً لولاية وسط دارفور في خطوة أولى لها مابعدها فالرجل يستحق أكثر من ذلك..

*وهل من المعقول أن يكون اكثر من ٩٠%من سكان الولاية في المساحة التي يسيطر الجيش الرسمي والكثافة العالية هم من مكون أبناء النوبة ولايشاركوا في الحكم.. لعمري إن تلك العقلية التي يتعامل بها الوالي قد عفا عليها الزمن وتجاوزتها الوقائع على الأرض..

*يحدث كل ذلك تحت سمع وبصر وزير الحكم الإتحادي محمد كرتكيلا إبن المنطقة الذي لايحرك ساكناً خشية إتهامه بالإنحياز لأهله.. و الخوف من مثل هذا الإتهام هو الذي أضاع حقوق أبناء النوبة فكان يمكن للعم كرتكيلا أن يعمل على إنصافهم في سياق القومية التي يتدثر بها والقريب أنه أي العم كرتكيلا قد جاء لهذا المنصب عبر نصيب الحركة الشعبية شمال جناح عقار والتي رفعت في نضالها شعارات تتعلق بالعدالة في توزيع السلطة والثروة للمهمشين سيما ابناء النوبة ولكنه بمجرد أن جلس و (توهط) على كرسي الوزارة الوثير .. تماهى مع مخصصات الوظيفة وأغلق بابه في وجه الجميع، غير أن المطلوب منه فقط هو ممارسة فضيلة الإنصاف لمكون النوبة أسوة بأي مكون آخر ..وإذا كان المهندس السيد الموقر والعم كؤتكيلا لايريد أن يحسم العبث الذي يحدث في ولاية الخرطوم بما كسبت يد الوالي الآثمة وإذا كان كذلك لايريد إيقاف العبث الذي شمل ولايات اخرى حيث ترك لهم الحبل على القارب فليستريح.. فحال الولايات بفعل الولاة يغني عن السؤال ففي ظل عدم وجود مجالس تشريعية وإنشغال أجهزة الرقابة الأخرى بالحرب وتعمد إخفاءالمعلومة عن السلطة الرابعة كل ذلك خلف واقعاُ قوامه الفساد والإفساد.. ويجلس وزير الحكم الإتحادي لا يفعل شيئاً..ووالي الخرطوم تحديداً قد أدرك (برود أعصاب) العم كرتكيلا وعدم رغبته في المعالجة وانشغال قيادات عاليا في الدولة بإدارة تفاصيل الحرب (أدرك) والي الخرطوم ذلك لأجل تنفيذ أجندة تخصه هو وسط دماء وأشلاء ابناء النوبة الذين صمدوا وقدموا أرواحهم مهراُ لبقاء الوطن في هذه الحرب الوجودية وهنا لاننفي أن للأخرين جهود مقدرة أيضاً لكن قصدنا التركيز على المكون الاهم وهو ما يؤكده الواقع ومهما حدث فلن يثنيهم أي ابناء النوبة عن إداء الواجب الوطني والمقدس في حرب الكرامة ولله نشكو الوالي عثمان ثم لبرهان الهمام و لكرتكيلا إن إستغيظ من ثبات المنام..