مدارات مرادبلة *إعفاء عمر الدابي خيانة للجيش
مدارات
مرادبلة
*إعفاء عمر الدابي خيانة للجيش*
*تنامى إلى سمعنا أن السبب الذي أدى بالوالي عمر الخليفة والى ولاية النيل الأبيض لإعفاء وزير الشباب والرياضة الأستاذ عمر الدابي المقرب للجيش السوداني هو أنه تلقى منشوراً من العاصمة الإضطرارية بورتسودان مفاده إلغاء كل التعاقدات وإبدالهم بموظفين..وفيما يبدو وحرصاُ منه- أي الوالي على تنفيذ توجيهات المركز سارع سعادته بإعفاء الوزير الدابي..والسؤال هنا.. هل كان بإمكان السيد الموقر عمر الخليفة فعل أفضل مما كان..بالطبع نعم فالدابي كفاءة سياسية نادرة وصوت يشهق في السماء والأهم أنه يمثل عملياً حلقة الوصل ما بين الجهاز التنفيذي والقوات المسلحة السودانية التي تقود حرب الكرامة.. إذاً بإختصار مما سبق نستخلص بأن الإستغناء عن الدابي يعني إرتخاء حبل الوصل بين الجهازين التنفيذي والمؤسسة العسكرية ..
*وكان المأمول من سعادة الوالي الخليفة أن يستوعب هكذا واقع وبناءاً عليه يخاطب القيادة العليا في بورتسودان بغرض إستثناء الوزير عمرالدابي بل كان المأمول اكثر بأن توسع دائرة مهامة بتكليفه بمهام أكبر تناسب قدراته، فقد كانت تشير التكهنات بأنه سيتم دمج وزارة الإعلام والثقافة و المجلس الأعلى للشباب والرياضة ومن ثم تؤكل إليه… ولو تدرون هذه التسريبات وجدت ترحيباً منقطع النظير من قطاع واسع من الصحافيين والشباب وذلك كون الدابي لديه رؤية لتطوير قطاعي الإعلام والثقافة والشباب والرياضة وأذكر أنه في اللقاء الذي أقيم على شرف زيارة وزير الحكم الإتحادي محمد كرتكيلا للولاية قبل شهور خلت قدم الدابي خلاله مرافعة قوية هي في الأوصل ورقة تحوي حلول معنية بمخاطبة قضايا الشباب الأمر الذي وجد إشادة وإستحسان لدى الوزير كرتكيلا.. ثم أعاد الوزير الدابي الكرة في زيارة نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار والذي سال لعابه من فرط الدهشة جراء الطرح الواعي الذي قدمه الدابي.. وألتقط نائب الرئيس الفكرة واستحوذت على جل كلمته أمام مجلس الوزراء..والسؤال مازال مشرعاً أما كان لسيادة الوالي الخليفة أن يطلب جلياً من ولاة الأمر في المركز بإستثناء الدابي بالإبقاء عليه علماً بأن الوالي نفسه كموظف دولة قد تعدى سن المعاش ..لكن القيادة السياسية في البلاد رأت فيه الكفاءة لذلك إذنت له بالإستمرار في موقعه والياً لولاية النيل الأبيض رغم تجاوزه للسن القانونية..ورغم تقاطع الأجنداة والتي تمخض عنها مطالبات بوالي عسكري أسوة بولايات القضارف وكسلا ونهر النيل..
* في تقديري إن يتخلى الوالي الخليفة عن الوزير عمر الدابي بهذه السهولة يعد أمراً غير مقبول وقطعاً المراجعة لاتعني التراجع.. هكذا كان ديدن واحد من أفضل الرؤساء الذين تعاقبوا على البلاد إنه المشير/ جعفر النميري والحكمة ضالة المؤمن ياسعادة الوالي..