مدارات مرادبلة *كنا نتوقع أن يخرج الشعب السوداني إلى الشوارع فرحاً بإبطال روسيا لمشروع الإستعمار البريطاني…*
مدارات
مرادبلة
*كنا نتوقع أن يخرج الشعب السوداني إلى الشوارع فرحاً بإبطال روسيا لمشروع الإستعمار البريطاني…*
*ضنك العيش الذي خلفته الحرب جعل السودانيين لا يستشعرون حجم الخطر في مشروع القرار البريطاني*
السوال الذي يطفو على السطح لتأسيس رؤية للعلاقة مع موسكو لما بعد الفيتو..هو في أي سياق ستفهم الإدارة الأمريكية ما قامت به روسيا من خطوة كبيرة بإستخدامها لحق النقض ضد مشروع القرار البريطاني الساعي ظاهرياً لإنهاء حالة الأزمة الإنسانية وباطنياً لإحتلال السودان..
*هل ستفهم الأمر في سياق التقاطعات الدولية بين بعض دول حلف الناتو وروسيا حول ملف حربها ضد أوكرانيا، حيث ظلت بريطانيا وأمريكا ودول أخرى أعضاء في الحلف تقدم الدعم العسكري لكييف علناً، هل سيفهم اليانكي الأمر في هذا السياق وأنه ليس للسودان يد في هذا الفيتو أو صفقة مع روسيا ام سيفهم بأن السودان صار ضمن المحور الروسي الإيراني ..وفي الحالين سيدفع السودان ثمناً ما لروسيا جزاءاً وشكوراً، فحتى لو كان إستخدام روسيا لحق النقض كان بسبب دعمهم- أي بريطانيا وأمريكا لأوكرانيا وتحديد ما حدث من مستجدات مؤخراُ والمتمثلة في إقناع رئيس الوزراء البريطاني الرئيس الأمريكي بالسماح لأوكرانيا بإستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي..حتى لو كان إستخدام روسيا لحق النقض بسبب هذا المستجد فأن الأخيرة لابد أن تسعى لأخذ المقابل فروسيا ليست جمعية خيرية والعلاقات بين الدول كما هو معلوم مبنية على المصالح (خد وهات) وعليه لنا أن ندرك تماماً أنها بهذا الفيتو قد انقذت الشعب السوداني من إستعمار محقق.. إذا أن مشروع القرار البريطاني. السيراليوني دس السم في الدسم أولاً حيث تحدث عن إنفاذ مقررات إعلان جدة الخاصة بحماية المدنيين وخروج الدعامة من بيوت المواطنيين كما أن مشروع القرار أدان إستمرار إعتداءات قوات الدعم السريع على الفاشر وطالب مشروع القرار كذلك بالوقف الفوري لجميع هجماتها ضد المدنييين في ولايتي الجزيرة وسنار ..وكل العالم متفق مع هذه المطالب وهي ما تريده السلطة الشرعية القائمة في البلاد والتي تأتي في إطار إيقاف الأزمة إنسانية.. غير أن المعضلة الكبيرة في مشروع القرار انه أغفل السيادة الوطنية واغفل أي دور للحكومة الرسمية القائمة لذلك عبرت روسيا بالقول (من يتحمل المسؤولية عن حماية المدنيين في السودان وأمن الحدود والسيطرة عليها ومن يجب أن يتخذ قرار دعوة قوات أجنبية إلى البلاد ومع من يجب أن يتعاون مسؤولو الأمم المتحدة لمعالجة المشكلات القائمة واضاف مندوب روسيا ليس لدينا شك في أن حكومة السودان فقط هي التي يجب ان تقوم بهذا الدور) لكن واضعو مشروع القرار البريطانيون عمدوا بوضوح على سلب هذا الحق من الحكومة السودانية بقيادة البرهان وهي السلطة الشرعية في البلاد..
المهم خلاصة ما يمكن قوله أن روسيا أنقذت الحكومة السودانية الشرعية والشعب السوداني من إستعمار غربي محقق، لكن لسبب ما الشعب لم يستشعر حجم الخطر الكامن في مشروع القرار البريطاني وإلا لكان خرج إلى الشوارع مبتهجاً ولعلت اصوات الدفوف في الأرجاء عقب إبطال روسيا لهذا المشروع الإستعماري الخطير مثلما حدث من إحتفالات بعد إسترداد سنجة..