السودان – “أخبار الساعه”: *مؤتمر الجزيرة: الحملات الانتقامية بشرق الجزيرة قتلت (300) شخصا واستهدفت (30) قرية. والمليشيات تمنع دفن الجثامين وموجات غير مسبوقة من النزوح الجماعي*
رصد – أخبار الساعه
وجه مصدر اهلي في ولاية الجزيرة تحذيرا من خطورة الأوضاع الحالية التي تمر بها الولاية، نتيجة لزيادة التوترات العسكرية التي وصفها بالحملات الانتقامية التي تنفذها مليشيا الدعم السريع في مناطق شرق الجزيرة. كما أشار إلى إمكانية تصاعد هذه الأحداث بشكل أكبر نتيجة لعمليات التجييش التي قامت بها قبيلة الشكرية، التي ينتمي إليها أبوعاقلة كيكل،
اعتبر المصدر الذي تحدث من ولاية الجزيرة أن الأحداث التي تشهدها الولاية بعد انضمام أبوعاقلة كيكل للقوات المسلحة هي مجازر متعددة، وليست مجزرة واحدة مثل مجزرة ود النورة أو تلك التي نفذتها مليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة حيث قتلت 300 شخصا واستهدفت المليشيا 30 قرية
قال المصدر إن مليشيا الدعم السريع بدأت عملياتها الانتقامية في مدينة تمبول، حيث تجاوز عدد القتلى 50 شخصًا في اليوم الأول. توقفت الإحصائيات بسبب انقطاع الاتصالات في المنطقة. وأضاف أن مليشيا الدعم السريع مرت عبر مدن رفاعة والجنيد وجميع القرى والبلدات في شرق الجزيرة، حيث قتلت كل من واجهته في الطرقات باستثناء الذين هربوا أو احتموا بالمنازل والأماكن الآمنة.
شهدت مناطق تمبول ورفاعة وغيرها عمليات نزوح جماعي لآلاف المواطنين وتهجيرهم قسريًا إلى اتجاهات متعددة، بما في ذلك القرى المجاورة.
وأفاد أن مليشيا الدعم السريع قامت بشن حملة انتقامية وصلت إلى ضواحي مدينة ود مدني، تحديدًا في مناطق الشرفة والمناطق المحيطة بالمدينة، ووصفها بأنها حملة واسعة. وأعرب عن اعتقاده بأن مليشيا الدعم السريع اتخذت قرارًا بارتكاب هذه الجرائم كنوع من الانتقام بسبب انضمام أبو عاقلة كيكل إلى القوات المسلحة.
وأكد المصدر أن هذه الحملة استمرت حتى أنها عبرت النيل إلى الاتجاه الغربي ودخلت إلى إحدى القرى، التي لا علاقة لها بما حدث بين كيكل و الدعم السريع والقوات المسلحة والمستنفرين التابعين لها. واعتبر أن هذا الأمر ترك آثارًا سلبية كبيرة على المواطنين في ولاية الجزيرة بشكل عام، سواء في شرق الجزيرة أو غربها.
وقال شهود عيان من ولاية الجزيرة إن عدد القتلى من المدنيين والجيش ومليشيا الدعم السريع في تزايد ملحوظ، وأن الجثث أصبحت تملأ الشوارع، مما ينذر بحدوث كارثة بيئية خطيرة. كما أضافوا أن مليشيا الدعم السريع قامت بمنع المواطنين من دفن الجثث.
وأفاد أحد سكان وحدة تمبول الإدارية في ولاية الجزيرة بتدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية، وما شهدته المدينة من مجازر مروعة، حيث أشار إلى أن كل منزل تقريباً يضم قتيلاً أو جريحاً، نتيجة القصف بالذخائر أو الانتهاكات التي تقوم بها مليشيا الدعم السريع.
وقال إن الدعم السريع حال دون تمكين المواطنين من دفن الجثث في منطقة المستشفى، في حين قامت بعض المجموعات منهم بارتكاب جرائم قتل بغرض النهب من البيوت وارتكاب كل أشكال الانتهاكات بدافع الانتقام من كيكل، مشيرًا إلى أن تمبول تعد وحدة إدارية تضم 128 قرية ومزرعة.
وذكر ناشط من تمبول على حسابه في “فيسبوك”، أن هناك موجات غير مسبوقة من النزوح الجماعي.
سكان تمبول من حي الصحراء وأطراف الشقالوة وحي العيشاب وحي الثروراب، تركوا منازلهم وقراهم سيرًا على الأقدام. وأشار إلى أن معظم النازحين من تمبول لجأوا إلى الظلال والأماكن المحيطة في وسط حرارة الشمس.
وأوضح أن مليشيا الدعم السريع تحاصر حي العقدة منذ يوم أمس، وأشار إلى أن باقي المناطق في الحي لم تتمكن من الهروب بسبب كثافة النيران والعمليات العسكرية الأرضية والجوية