السودان -“أخبار الساعه”: مقالات الرأي : “المسلمي الكباشي” يكتب : صعود الأيقونة.. يحي السنوار شهيداََ
السودان – “أخبار الساعه”:
مقالات الرأي :
“المسلمي الكباشي” يكتب :
الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية يحي السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس..
الرواية تقول إنه قتل في مواجهة مباشرة، واشتباك ساخن مع الصهاينة..
استشهد في مشهد بطولي نادراً ما سجله التاريخ.. بدأ الجهاد في الثامنة عشرة من عمره، وأُسر لسنوات طويلة، وحُكم عليه بأربعة مأبدات، وخرج قبل ثلاثة عشرة عاما، بعدما قضى ثلاثاً وعشرين سنة في السجون الإسرائيلية.. وظل ممسكاً بسلاحه حتى استشهد اليوم . أُستشهد في عمر الثانية والستين، قضى منها أربع وأربعين سنة، في جهاد متصل، بين أقبية الأسر، وميادين المعركة.. أنْ ترى يحي السنوار فأنت على يقين أنك أمام رجل خُلق من طينة مختلفة، سريع، نشط، وثَّاب.. كأنه يقفز نحو مآل بين ناظريه يجهد في الإمساك به، تدفعه ثقة راسخة ، ويحمله توكل عميق ، تدور نظراته كالصقر في اتجاهات مختلفة، عيناه تومضان بالذكاء، وتنضح نفسه بما يخبأ في سويدائها، يفور في داخله مشروع الحرية الأكبر ، تحرير وطنه المحتل.
أنضجه النضال الطويل، في السجن الطويل، كان ينمو في داخله حلم، استجمع قصة وطنه وشعبه منذ أعماق بعيده..
ألَّف في السجن رواية ( الشوك والقرنفل ) كانت قصة شعبه التي ألهمت هذا الجهاد الجسور..
في العقل الجمعي الإسرائيلي فإنَّ يحي السنوار هو أخطر من أنجب النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، كان دائماً هو المطلوب الأول، كان دائماً موضع خوف الاحتلال ، ومثير التهجس عنده . هو عقل عسكري جبّار، وذهن سياسي موّار بالتفكير والتدبير..مع وضوح رؤية.. لا ينخدع ببهرج الدبلوماسية ولا تغشه مساراتها اللزجة.. حتى أنَّ بعض إعلاميي الاحتلال يطالبون بحرق جثته لا تسليمها للدفن. ، يحتل السنوار صدارة الأسماء المتألقة في سماء النضال الإنساني من أجل الحرية.
يحى السنوار ليس بدعاً في مسار القيادة الفلسطينية وخاصة، قيادات حركة المقاومة الإسلامية، فقد سبقه جميعهم في درب الشهادة، من لدن مؤسس الحركة الشيخ أحمد يس وعبر الشيخ صالح العروري والرنتيسي وهنية ثم هو السنوار .. ولكن الحركة الولود تدفع للقضية من فلذات أكبادها من يمسك الراية بحقها. استشهاد السنوار مشتبكاً، مقبلاً غير مدبر، وهو الرجل الأول في الحركة سيطلق ثورة الخصب في شعبٍ جبار.. سيبذر استشهاده فسائل تمد النضال الفلسطيني بطاقة التجدد.
رحمه الله تعالى وتقبل جهاده ونفع باستشهاده.