السودان -“أخبار الساعه”: خارج النص “يوسف عبدالمنان” العودة( لعلى كيفك)
السودان – “أخبار الساعه”:
خارج النص
“يوسف عبدالمنان”
في هجعة ليل أمس الأول والظلام قدارخي سدوله على امدرمان التي أصبحت الكهرباء تزورها لساعات وتغيب لساعات ولكن لاتزال نسمات الخريف الذي تبقت منه سته ايام فقط ويطل الشتاء تهب ليلا على ام درمان وتطرد سموم الحرور وتبقى على لظي الحرب
رن الهاتف الذي ظل صامتا لفترات طويلة بعد أن انفض منا أصدقاء الغفلة والمنفعة وبقي أصدقاء ايام المسغبة وعاتمات الليالي ولم يعد حتى الهاتف هو الهاتف بدأ الرقم غريبا ومن الولايات المتحدة الأمريكية التي لا أملك فيها أصدقاء كثر ولا معارف يعتد بهم مثل بلدان أخرى ومن اول نبرة صوته تعرفت عليه انه البرفسير حامد البشير إبراهيم كبير الأسرة الممتدة مقاما وليس سنا وانهال الرجل يسأل عن الناس وأبناء من رحلوا عن الدنيا ومن تقاعدوا عن الخدمة وفي نبرة صوت البشير حزنا دفينا وقلبا مفجوعا وكبدا مشفقلا على البلد والناس و حامد البشير يعلمك معنى الاختلاف في الفكر والمواقف والاتفاق على وشائج القربى والدم ورغم اختلافنا السياسي هو في ضفة وانا في ضفة أخرى من حيث المواقف السياسية ولكنا في ضفة واحدة في الوجع والألم الذي حاق بالبلد وأهلها
سألني دحامد البشير الذي منذ أن عرفته لم أجده حزينا ومرعوبا من الذي حاق بالبلاد وماهو قادم إذا لم يجتمع أهل السودان دون عزل أو إقصاء لأي مكون سألني هل تعتقد يايوسف يمكن أن نعود مرة أخرى إلى الحاجز والدبيبات ونطوف على القرى ونجلس في راكوبة اولاد البشير في حلة المهدي ويأتي الناس من كل مكان ويقالدون بعضهم في محبة ويتبادلون المنافع في سوق الحاجز يوم الجمعه ويعودون إلى قراهم يضربون النقاره وتذغرد الدلوكلة ويقرأون قرآن الفجر وراتب الإمام المهدي؛؟
صمت برهة وسرحت بعيدا حتي باغتني الدكتور ألو انت معاي؛؛ نعم حفرت مأساة السودان عميقا في نفسي ونفسه والمسافات بيننا قارات وبيد بعد بيد وحامد البشير لاحاجة له لمال فقد أنجب أبناء نجباء جميعهم يعملون في الولايات المتحدة وزوجة تعمل في المنظمات الدولية وقد تقاعد من الخدمة ومثله لم يعد توفير( ام رقيقه) من مشاغله لكنه مهموما بأهله ووطنه الكبير والصغير وهو مثقف عضوي كما يقول إخوتنا في اليسار ورجل متدين ومن القلة الحافظين لراتب الإمام والقرآن ولكن أمثاله لامكان لهم في قيادة حزب الأمة الذي لايحتفي ولايقدر أهل النظر والمعرفة ويعلي من شان الاصهار ووشائج التناسل مع ال المهدي وتلك قصة أخرى
ولكن حامد البشير ظل مرتبطا بأرض اجداده في حاجز القناوي الواقع على بعد كيلو متر واحد من الدبيبات اما الان فقد التقى حاجز القناوي ود النمير بدبيبات كنانه اولاد على بيد أن كلاهما اي الدبيبات والحاجز لايمكن الوصول إليهما في الوقت الراهن وقد استباح الجنجويد كل حرمة وانتهكوا كل قيمة إنسانية واهدور أرواح الناس وانتشر اللصوص وصار القتل من أجل نهب هاتف ربيكا شائعا ولا مكان لحامد البشير في وطنه
اما العودة مرة أخرى لربوع كردفان فإنها تبدوا بعيدة و مما لفت نظري إليه الدكتور حامد أن الحروب في أفريقيا متوسط اعمارها من عامين إلى سته عشر عاما باستثناء حرب جبال النوبة الحالية التي اندلعت عام الف وتسعمائة وخمسة وثمانون وحتى اليوم وقال أخشى أن تتطاول الحرب الحالية لأكثر من عامين أو ثلاثة أو عشر سنوات
تأملت في اشواق الرجل واحلامه وهو البعيد جغرافيا عن السودان والقريب وجدانيا من ام درمان والحاجز الذي يكني تدليلا له بالحاجز على كيفك تعبيرا عن حرية من يدخل السوق في الشراء والبيع وتداول المنافع
الحاجز أو مسقط رأس البروف حامد وعشقه الذي لم يفارقه يوما