السودان -“أخبار الساعه”: مقالات الرأي : خارج النص “يوسف عبدالمنان” القرار المعيب!!
السودان – “أخبار الساعه”:
مقالات الرأي :
خارج النص
“يوسف عبدالمنان”
في غياب مجلس وزراء فاعل ورئيس مجلس بالأصالة وليس بالتكليف كما هو حال رئيس مجلس الوزراء الحالي وفي غياب البرلمان الذي يراقب والصحافة التي تكشف مكامن القصور في الدولة طبيعي جدا تدني الأداء العام وطغيان المصالح الوظيفية على المصلحة العامة، وفي ظل هجرة الكفاءات التي ارغمتها الحرب على مغادرة البلاد ، أصدرت وزارة العمل التي اقطع ذراعي اليمين ان كنت اعرف أن من يقودها وزيرا ام وزيرة كما كان يسخر عبدالناصر في آخر حرب خاضها الجيش المصري مع إسرائيل من الشاويش على عبدالله صالح الرئيس اليمني.
أصدر هذا الوزير بعد التشاور طبعا مع وزارة المالية قرارا بإيقاف العمالة المؤقته في الدولة ظنا أن هذا القرار من وجهة نظر مالية مجردة من شانه توفير مبالغ كبيرة في ظل عجز الحكومة عن توفير المرتبات لضعف وشح الإيرادات ومثل هذا القرار الصحيح شكلا لكنه جوهرا يشكل كارثة من شأنها أن تؤدي لانهيار بعض القطاعات كالقطاع الصحي والاجتماعي حيث تعتمد وزارة الصحة في والوقت الراهن كليا على العمالة المؤقته في كل الولايات مثلا مستشفى النو الذي يعتبر الان أكبر مستشفى بولاية الخرطوم تحت يد الدولة وظل يستقبل يوميا عشرات بل مئات الجرحى من ضحايا مليشيات الدعم السريع بهذا المستشفى ثمانية عشر أخصائي اثنان فقط منهم من المعينين والستة عشر أخصائي الاخرين تعيين مؤقت؛
من أين لوزارة الصحة في هذا التوقيت بالمال للتعاقد مع اخصائين؟ وفي مركز غسيل الكلى هناك ستة وخمسون من العاملين من أطباء وفنيين وكوادر مساعده يعملون بصفة مؤقتين مقابل عشر فقط من العاملين لديهم وظائف ثابتة!!
وإذا ماتم تطبيق هذا القرار الكارثة يعني انهيار القطاع الصحي في يومين في فقط ومثل هذا القرار لاينبغي أن يترك لوزارة العمل والمالية وحدهما ،والا لانهارت الدولة التي إذا كانت تبحث عن موارد تخفف بها مطالبات الولايات بالفصل الأول يمكنها اولا التخلص من الموظفين الغائبين عن مواقع عملهم منذ اندلاع الحرب ، ومثال واحد بالخارجية التي تعاني ضعفا وخللا كبيرا هناك ثمانية وأربعين سفيرا لاجئين في مصر وحدها والخارجية تعاني من نقص الكفاءات وشح المال
ومؤسسات الدولة ينتسب إليها المئات ممن يحملون السلاح ضد الدولة ويحاربون مع مليشيا آل دقلو ويصرفون رواتبهم كأنهم في اجازة سنوية بل وزيرا للمالية بولاية غرب كردفان ظل في كمبالا أكبر مراكز المعارضة في كل دول الجوار ويصرف راتبه ويصدق الحوافز للمريدين والاحباب والحبيبات ولم يصدر قرار باعفائه.
وحينما يصرخ الفريق ياسر العطا في رمضان الماضي ويقول إن الدولة تتاكل من داخلها بسبب سيطرة الجنجويد والقحاته على مفاصل الحكم لايسمع لصراخه احد، بل يصدر مثل هذا القرار المعيب من وزارة العمل حتى تنهار الدولة ويستريح البعض من الحفر والدفن.7