السودان -“أخبار الساعه”: مقالات الرأي : خارج النص “يوسف عبدالمنان” معركة المصير ٢!!
السودان – “أخبار الساعه”:
مقالات الرأي :
خارج النص
“يوسف عبدالمنان”
إمتزج صوت دوي الرعد بهطول أمطار آخر الخريف أمس مع أصوات مدفعية وادي سيدنا وهي تدك معاقل المليشيا في شمال الجيلي حيث تجددت الاشتباكات العنيفة صباح أمس وحتى مابعد الظهيرة على طول الشريط النيلي من الضفة الشرقية من الجيلي وحتى تخوم حجر العسل الجنوبية بطول إحدى عشر كليو مترا من الأراضي الجبلية شديدة الوعورة صعبة التضاريس وهذه المنطقة الحصينة التي كانت تتخذها قوات هيئة العمليات مقرا لها كدرعا لشمال العاصمة الخرطوم مثلها ومنطقة سركاب في ام درمان وصالحة وهي مخابي يصعب الوصول إليها كل هذه القلاع الحصينة لم تنتزعها قوات الدعم السريع من الجيش والأمن بخدمة الضراع وعرق الرصاص ولكن سلمت لها (روب في كوره) ايام كانت قيادة الجيش لاتعصي أمرا لحميدتي ظنا منها أنه صديق ساعة الضيق قبل أن تتكشف لها حقيقته ولكن لأهل دارفور مثلا يقولون ابو القدح يعرف مكان يعض أخيه وقوات هيئة العمليات التي قدمت أمس أكثر من عشرة شهداء في معركة تحرير حجر العسل وهي من معارك المصير التي لاتقل ضراوة عن تحرير الإذاعة وعن معارك نمولي وأشوا وخور انجليز قبل أن يصبح الجنوب ذكرى ودولة أخرى ومن أجل السودان الواحد والشعب الذي يقاتل الدنقلاوي والكاهلي والجعلي والفوراوي والحمري والمحسي والزغاوة والهدندوي كتفا بكتف وبندقية تسند بندقية وروح تفدي أخرى في اول توحد حقيقي لهذا الشعب السوداني لدحر التمرد ومعركة حجر العسل التي تمثل بداية القضاء على التمرد في الخرطوم شاركت في هذه المعركة كل فصائل القوات المسلحة من قوات كفاح مشترك من عدل ومساواة وحركة تحرير السودان والحركة الشعبية بقيادة مالك عقار وقوات جهاز الأمن التي ظلت منذ اندلاع هذه الحرب تقاتل كقوات مشاه مثلها شرطة الاحتياطي المركزي ومجاهدي نهر النيل من شباب التيار الإسلامي العريض وقد استخدم الجيش تكتيكيا دقيقا في تقطيع أوصال العاصمة الخرطوم وبعد عبور قوات المهندسين وكرري لجسر النيل الأبيض وأحكام السيطرة على منطقة مقرن النيلين ومدخل توتي ام خضارا شال توغلت امس القوات في قلب العاصمة وسط القناصين المنتشرين في كل البنايات الشاهقة وتدور الان حرب مدن صعبة وشاقة وبطيئة حيث تستغرق احيانا إزالة قناص واحد والقضاء عليه يوما كاملا وخسارة أرواح عديدة ولكن عزم الرجال على تحرير وطن اسمه السودان ومدينة الخرطوم يجعل المستحيل ممكنا والأصعب سهلا ومنذ نهار أمس اقتربت قواتنا من كل الجهات من مصفاة الجيلي وأصبحت كل المصفاة تحت مرمى نيران القوات المسلحة حتى يتم تحرير المصفاة مهما تأخرت فإنها قادمة ومهما تكاثفت دعاية إعلام قحت وفلول الجنجويد وأسيادهم في الإمارات فإن النصر بأت قريبا وحق الشعب أن يفرح ويخرج في مسيرات الدعم والسند والفخر بأبنائه وهم يقدمون في ساعة من معركة طويلة درسا في حب هذا التراب
النصر بات قريبا في معركة المصير الواحد
