يناير 11, 2025

كل الحقيقة* *عابد سيداحمد* *(٥) ايام فى امدرمان ومن رأى ليس كمن سمع (٢-٣)*

Spread the love

*كل الحقيقة*
*عابدسيداحمد*

*(٥) ايام فى امدرمان ومن رأى ليس كمن سمع (٢-٣)*

 

فى اليوم الثانى للعودة لام درمان كنت أكثر حيوية ونشاطا ورغبة فى التجوال فى ارجاء السودان المصغر ام در الحبيبة ماامكن

خرجت فوجدت (الكمسارى) بالمحطة بالثورة ينادى بانت .. بانت …فشعرت بطمانينة أكثر

فتوهطت فى السيارة التى سارت بنا لا يخشى من بها شيئا إلا الله

فالطريق هناك امان والسلطات الأمنية الفتية بكل مكوناتها منتشرة فى كل مكان…و بحضور يبعث الاطمئنان

وكانت المسالمة اولى محطاتنا والتى وجدناها هادئة مطمئنة وهى المنطقة التى كانت قد بعثت الالهام فى كثير من الشعراء الكبار الذين تحولت اشعارهم إلى اغنيات رددها الناس

لى فى المسالمة غزال نافر بغنى عليهو
جاهل وقلبو قاسى
وقلبى طائع ليهو

كما ترحمنا فى مرورنا على امواتنا فى مقابر البكرى والذين رحل أغلبهم قبل أن تطأ اقدام المليشيا الإرهابية الغادرة تراب امدر وتعتدى عليها وعلى اهلها

رحلوا عن دنيانا و لايعرفون بعد رحيلهم مافعلت المليشيا الارهابية بالبلد والناس

ثم وصلنا إلى الركابية وذات الهدوء والأمان يلازمها

أما سوق ام درمان العريق الذى شهد اشرس المعارك فقد وجدناه حزينا لما جرى له وابواب محلاته المفتوحة تعبر عن ذلك بعد اعتداء المليشيا عليه ونهبه فعبرناه والأسى يعتصرنا على مال آل اليه السوق الذى كان ينبض بالحياة ومحلا لارزاق كثير من العباد والموفر للناس احتياجاتهم والذى لم يسلم من اعتداء المليشيا الغاشمة عليه بتكسير ابواب محلاته وسرقة مابها

فاعادت له قواتنا الباسلة الأمان الذى يسوده الأن لينتظر الاعمار وعودة الحياة والنشاط إليه قريبا

وعندما وصلنا الى تقاطع مستشفى التجانى الماحى مع مدخل شارع بانت مددت بصرى فى شارع العرضة فشاهدت فى مدخله لافتة مضيئة كبيرة على طول الشارع عليها عبارات من اغنية الابنوسية فدوى فريد :

سودانا ما فرجة شموت
طالما في الروح نفس
عزة وطنا محال تموت

والشارع هادئ مع ملاحظة أن الجهد العسكرى الهائل الذى تم صاحبه جهد اخر فى إزالة مخلفات الحرب من الطرقات ونظافتها

ثم واصلنا الحركة وسط إجراءات أمنية مشددة تجعل من المستحيل للمليشيا واعوانها اختراقها فى ظل العيون المفتوحة التى لا تغفل أو تنام

وفى بانت وجدنا محلات (البوش) الشهيرة تباشر عملها بجانب كثير من المحلات التجارية الاخرى

فتذكرت أيام كان التواصل بين جيش المهندسين وكررى من احلامنا فنجحت قواتنا الباسلة فى ذلك

ثم جاء مرورى بالعباسية والعرضة والدوحة ولم انسى زيارة الفنان ابوعركى البخيت فى منزله بامتداد بيت المال وهذا ماسنحكى عنه غدا ان أمد الله فى الاجال

فالتحية لقواتنا التى نجحت فى دحر التمرد وكسر شوكة المليشيا بكل بسالة واقتدار واعادتها للأمن لكل تلك المناطق والذى تحافظ عليه وتسهل للمواطنين الوصول إلى بيوتهم حتى فى الدوحة التى تم تحريرها مؤخرا وصارت خالية من الاوباش

ولم تتبق لقواتنا الباسلة الا جيوب صغيرة بعيدة فى اطراف ام بده الجيش يمضى فى حسمها ونواصل