يناير 11, 2025

*عبر وسيط دولي ..* *مكالمة قد تغير مجريات الأحداث في السودان…* *البرهان يهاتف إبن زايد والإمارات تحتفي!!* *هوامش / علم الدين عمر.*

Spread the love

 

*عبر وسيط دولي ..*
*مكالمة قد تغير مجريات الأحداث في السودان…*
*البرهان يهاتف إبن زايد والإمارات تحتفي!!*

*هوامش / علم الدين عمر.*

.. *وسيط* دولي ينجح في إذابة جبل الجليد بين الخرطوم وأبوظبي ..كانت هي الجملة المفتاحية الأكثر حضوراً في واجهات الإعلام يومي الخميس والجمعة …والأكثر إرباكاً كذلك للمتقاطعين مع المشهد السوداني..فمن هو الوسيط الدولي؟ وما هي تفاصيل المكالمة (غير المعلنة)؟ ولماذا حرصت أبوظبي علي نشر الخبر عبر وزارة الخارجية ومنصات الأخبار بهذه الكثافة ؟ ..
حيث قالت وكالة الأنباء الإماراتية أن إبن زايد أكد خلال المكالمة دعم أبو ظبي لأي جهود تهدف إلى وقف الحرب الدائرة في السودان.
وفي البادرة الأولى من نوعها بين قادة البلدين منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل 2023م أزاحت المكالمة الغبار عن الخط الساخن بين الخرطوم وأبوظبي من العاصمة الإدارية بورتسودان لتكشف عن جهود محمومة تحت الطاولات..إذ وصلت العلاقة بين البلدين لمستوي التجميد الدبلوماسي وإبعاد الطواقم وتوجت بالإحتكاك المباشر علي منصات الأمم المتحدة عقب الخطبة النارية لمندوب السودان لدي المنظمة الدولية السفير الحارث إدريس ضمن سلسلة متواترة من التصعيد جراء التوجه المعلن للقادة العسكريين في السودان وإتهامهم للإمارات بتمويل تمرد مليشيا الدعم السريع والإصرار علي ذلك بمرور عام ونصف علي نشوب الحرب ما يفسر إستمرار إمداد المليشيا بالمرتزقة والعتاد الحربي ..وبطء التعامل مع الإدانات الإقليمية والدولية لإنتهاكاتها الإنسانية في مناطق واسعة من السودان ..
فيما بدا كخطوة تتويج لجهود الوسطاء عقب نهاية مؤتمر القاهرة للحوار السوداني وإجتماع القوي السياسية والمدنية علي طاولة الإتحاد الأفريقي بأديس أبابا وبينهما زيارة نائب وزير الخارجية السعودي ورئيس الوزراء الأثيوبي لبورتسودان مع إستمرار التوترات علي الحدود مع دولة تشاد وعلي تخوم العاصمة أنجمينا التي تسعي كذلك لتلطيف الأجواء مع السودان حتي لا يطيح صيفه اللاهب بسلطة الرئيس محمد كاكا ..الحليف (التكتيكي) لمليشات الدعم السريع..
العبارة كذلك التي وردت بين سطور المهاتفة هي تشديد محمد بن زايد علي ضرورة تغليب صوت (الحكمة) والحوار وإعلاء مصالح السودان العليا والحفاظ علي أمنه وأستقراره ..إذ يري المراقبون أن الإمارات والمتعاملين مع ملف السودان ربما فوجئوا بالتصعيد القوي والمباشر من قبل قادة الجيش السوداني الذين سموا الأسماء بمسمياتها دون إكتراث ودون إستخدام للغة الدبلوماسية المعهودة من دول مثل السودان في مواجهة حرب بهذا المستوي..حيث رفعت الخرطوم مستوي التصعيد لأقصي درجة إذ ليس بعد الحرب ما يمكن التهديد به ..
*روسيا* …
روسيا هي الدولة الأكثر تقاطعاً مع الأحداث في السودان عقب نشوب الحرب حيث طالت الإتهامات منذ بداية الحرب مجموعة فاغنر الروسية(شبه النظامية) التي كانت علي شراكة إستراتيجية مع مليشيا الدعم السريع والتي تنشط في المنطقة الأفريقية وتحصل علي كميات كبيرة من الذهب السوداني مقابل تدريب المرتزقة ومدهم بالسلاح والعتاد ووصلت لدرجة المشاركة المباشرة مع المليشيا عبر القناصة المحترفين الذين تم رصدهم في أكثر من موقع في العاصمة الخرطوم وبعض مناطق تواجد مليشيا الدعم السريع خارجها ..قبل أن تتصاعد الأحداث عقب حادث مقتل قائد فاغنر الشهير وتصاعد الأحداث في ملف الملاحة البحرية في البحر الأحمر والتدخل الروسي القوي لفتح منافذ جديدة للنفوذ وتخفيف الضغط الغربي عليها في التعامل مع ظلال حربها مع أوكرانيا ..وأتجاه السودان لمغازلة موسكو الأمر الذي أربك المنطقة برمتها وغير من زاوية رؤية العالم للأحداث في السودان..وقد كشف نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار عن طرح روسيا القيام بوساطة بين السودان وتشاد، والإمارات بداية يونيو الماضي لإنهاء الحرب في البلاد.
خاصة وأن روسيا ترتبط بعلاقات إقتصادية قوية مع الإمارات وسيكون من الصعب عليها إقامة علاقة إستراتيجية بذات القوة مع السودان في ظل توتر العلاقات بين الخرطوم وأبوظبي فما من حل أمامها إلا أن تسعي للتوسط بينهما لإقامة حد فاصل يضمن لموسكو التحرك في مساحة آمنة لا تعرض طموحاتها في قواعد البحر الأحمر مقابل التحالف مع السودان لخطر فقدان مصالحها مع الإمارات.
*السعودية* ..
وعلي إستبعاد أن تكون المملكة العربية السعودية هي الوسيط المباشر لهذه المكالمة لجهة أنها وسيط عربي وليس دولي (الصفة التي أصبغت علي من قام بذلك) إلا أن المراقب قد يري أن تتويج الوساطة الدولية قد يكون نتيجة جهود إقليمية تقودها المملكة مع الولايات المتحدة الأميركية لتوحيد المسار نحو منبر جدة خاصة بعد زيارة نائب وزير الخارجية السعودي ولقائه بالبرهان دون الكشف عن الرسالة التي حملها لبورتسودان..وبالعودة لتسلسل الأحداث نجد أن القائمين علي منبر جدة قد أضافوا الإمارات لطاولات المنبر إلي جانب تمثيل السعودية لدول مجلس التعاون الخليجي في ملف السودان بهدف تهدئة التوتر بين الخرطوم وأبوظبي لتخفيف الضغط علي الإمارات ومحاولة تجنيبها العقوبات الدولية وإدانات منظمات الأمم المتحدة ..وبذلك تكون السعودية من المعززات الرئيسة لمكالمة الوسيط الدولي .
*أثيوبيا* ..
وذات ما حدث مع السعودية ينطبق علي دولة أثيوبيا التي قام رئيس وزرائها آبي أحمد بزيارة خاطفة ومفاجئة لبورتسودان ألتقط خلالها صوراً ضاحكة وحميمية مع رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبدالفتاح البرهان..فأثيوبيا التي تتمتع بعلاقات قوية مع الإمارات بخلفية سودانية كاملة التفاصيل حيث سعت الإمارات من قبل للتوسط في ملف النزاع حول منطقة الفشقة مقابل الإستثمار في أراضيها شديدة الخصوبة لعشرات السنين علي خلفية حلف إستراتيجي قوي جداً بين أديس وأبوظبي في ملفات إقتصادية بالغة الأهمية وعلي رأسها سد النهضة الأثيوبي ..ويمكن الربط كذلك بين زيارة آبي أحمد لبورتسودان وجهود الوسيط الدولي لإحداث إختراق في ملف علاقة السودان بالإمارات يحفظ لأثيوبيا مصالحها علي الحدود السودانية وسواحل البحر الأحمر كحليف إماراتي في قلب المنطقة.