يناير 10, 2025

السودان – أخبار الساعه::مدارات مرادبلة “الأمارات واللعب على المكشوف”

Spread the love

السودان – أخبار الساعه:

مدارات
مرادبلة

تركيا أردوغان البراغماتي وسيط حقيقي أم سمسار

*كما هو معلوم لديكم فأن الفرق بين السمسار والوسيط الحقيقي هو أن الاول..يقوم (بتقسيم المصلحة إلى نصفين نصف له والآخر للطرفين وهما البائع والمشتري) أما الوسيط فهو يسعى للخير والصلح دون إقحام أجندته ويعمل على التوفيق بين الأطراف مع تقريب وجهات النظر و تيسير التفاوض ومحاولة نصرة المظلوم وفق ما يعرف بمبدأ (الجودية) في التراث المحلي..
*وكي نجيب على السؤال أعلاه فالننظر إلى بنود المبادرة التركية وتحديداً إلى النص الذي تحدث عن (إدماج العناصر الراغبة من قوات الدعم السريع في القوات النظامية بناءاً على معايير مهنية ودعم برامج إعادة التأهيل بمساعدة القوات الأماراتية والتركية )..حيث نرى بأن تركيا قد أدخلت هنا (عودها) بصورة جلية، وهنالك بند آخر يتحدث عن إعادة الإعمار والإستثمار بين السودان والأمارات ما يعني أن الشركات الأماراتية ستكون جزء من هذه العملية وبما أن الأخيرة ليست ضالعة في هذا المضمار فبالتالي فإن الشركات التركية ذات الخبرات التراكمية الكبيرة هي التي ستتولى هذه المهمة، و خلاصة القول في هذه الجزئية أن (نفس) المصالح التركية تجده حاضراً شهيقاً وزفيراً في بنود المبادرة سواءاً ظاهراً أو باطناً وهذا ليس بمستغرب على الذين يتابعون بدقة تفاصيل حكم أردوغان البراغماتي الذي يتحرك وفق مصالحه وطموحه الشخصي الأمر الذي أوقعه في تناقضات كثيرة أبرزها أنه عندما أظهر نفسه خليفةً للمسلمين إبان ثورات الربيع العربي وصعود الأسلاميين إلى سدة الحكم في عدة بلدان منها تونس ومصر فكان يدعم التيارات الإسلامية في هذه الدول بيد أن له محطات سيئة للغاية أظهرت شخصيته البراغماتية ومن تلكم المحطات حديثه ذاك عن أوضاع مسلمي إقليم الإيغور في الصين إذ أنه صرح بأن ما يحدث لهم هناك إبادة جماعية غير أنه عندما زار الصين بعد وقت وجيز وإلتقى بالرئيس ومسؤولين كبار أدار المؤشر 360درجة فعاد وقال بأن مسلمي الأقليم الصيني يعيشون في سعادة غامرة وليته وقف عند هذا الحد فقد شرع في تسليم الإيغوريين المتواجدين في الأراضي التركية إليهم وأحتجزهم في السجون قبل ترحيلهم عبر طرف ثالث، وليس هذا بأسوأ مما حدث لمجموعة من الإسلاميين المصريين إلتجأوا إليه حيث قام بتسليهم أيضاً إلى سلطات حكومة السيسي نتيجة لصفقة… دون أن يرف له جفن ويتجسد سوء نظام إردوغان القائم على البراغماتية والإنتهازية في أنه من أجل طموحه يمكن أن يستخدم أقرب المؤيدين له كورقة سياسية يلعب بها.. يتجسد سوء نظام إردوغان في واقعة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي فالمخابرات التركية كانت على علم مسبق بالعملية ومنذ الوهلة الأولى بعد كشف المخطط عبر التنصت على الإتصالات التي قام بها منفذوها، لكنهم- أي الأتراك تركوا عملية الإغتيال لتُنفذ بغية إستخدامها ككرت سياسي، وبالفعل رصدت كاميراتهم المدسوسة بالداخل كل ما جرى بدقة متناهية وعندما زارت مديرة المخابرات الأمريكية جينا هاسبل وقتها تركيا قاموا بعرض عملية الإغتيال لها من لحظة التخدير وفصل الرأس عن الجسد و التقطيع أرباً أرباً ثم الصهر في الفرن ، عبر شاشة في غرفة مظلمة لترى بشاعة ما حدث ثم لا تقوى على التحمل وتعود سريعاً لتصف لهم هناك أن مارأته فظيع جداً، وبالفعل كما خطط أردوغان أنقذت واقعة إغتيال خاشقجي تركيا من أزمة إقتصادية كانت قد أدت إلى إنخفاض الليرة إلى أدنى مستوياتها، ولأن الشيء بالشيء يذكر يجب على إسلاميي جماعة الكيزان( الكيزان هنا ليست للتندر فالدكتور الترابي قال الدين بحر ونحن كيزانه) والشيخ عبدالحي يوسف وآخرون ألا يناموا في العسل فخليفة المسلمين أردوغان يمكن أن يساوم بهم عند أول منعطف ومتى تطلبت مصالحه ذلك..
*وكيف نفترض في تركيا الحياد ويقودها أردوغان الذي تحركه المصالح وتصبح الصورة أكثر وضوحاً إذا علمنا أن الميزان التجاري وحجم التبادل التجاري بينهما أعني تركيا والأمارات يناهز ال40 مليار دولار ولا مجال للمقارنة بالسودان إذ كان حجم التبادل التجاري بينه والأتراك لا يتجاوز ال 200 مليون دولار وذلك بالطبع قبل نشوب حرب الجنجويد أما اليوم ربما إنخفض بالضرورة إلى الصفر لذلك لاغرو أن تأتي بنود المبادرة لصالح الأمارات وتقدم والجنجا قاتلهم الله نظراً لعدم حيادية الوسيط ثم لماذا لم تسلم تركيا أردوغان البراغماتي الحكومة السودانية بقيادة البرهان الطائرات المسيرة بيرقدار على الرغم من أن وزارة الدفاع قد سددت قيمتها على (داير مليم)..قد يقول قائل بأن تركيا قد لعبت بعض الأدور في هذه الحرب لصالح الجيش السوداني مثل مده بالسلاح..، وإن حدث ذلك فليس للتطابق الأيديولوجي كما يزعم البعض إنما كان ذلك مجرد (عرض) لتكسب أكثر من أطراف أخرى تعلم أن تركيا يمكن إذا أرادت مساعدة حكومة السودان بجدية يمكن أن يحسم معركة الجنجا في زمن قياسي كما حدث من قبل في ليبيا عندما تدخلت تركيا بطولها وعرضها وغيرت موازين القوى رغم وجود لاعبين كبار ودول عظمى
*عموماً ليس المطلوب النفور من المبادرة وليس المطلوب النفور من تركيا إنما المطلوب من مجموعة العسكرتارية الحاكمة عدم الركون للعواطف وإعتماد لغة المصالح لأن لغة المصالح هي التي تجلب المصالح…وبما ان الأمارات قد لجأت للعب على المكشوف فليكن بأجندة الشعب السوداني الذي قتل وشرد وأغتصبت ٌنساءه وليس بأجندتها هي وإلا سيظل الحبل ملفوفاً في عنقها وخيرٌ لها أن تسرع في فك عقدته قبل فوات الأوان فترامب التاجر على وشك..التوقيع على دفتر الحضور..