يناير 10, 2025

حاجب الدهشة* *علم الدين عمر* *رئيس الوزراء..الطلقة الأخيرة للأهداف الثلاثة..*

Spread the love

*حاجب الدهشة*
*علم الدين عمر*
*رئيس الوزراء..الطلقة الأخيرة للأهداف الثلاثة..*
.. *ثم طفقت الدوائر تتداخل ووتقاطع* *في* *بحثها المحموم عن ترجيح كفة فلان ودعم علان لرئاسة* *وزراء الإنتقال العاصف في السودان..مرض الساحة القديم* *المتجدد ..إذ كلما لاحت في الأفق سانحة تشكيل وزاري* أو *تكليف .. حرباً وسلماً..سراً وعلانية سودت الصحائف والقراطيس والأسافير بمداد الترشيح والدعم ..وعلت نبرة الحملات* *الموجهة ..المدفوعة بالدولار أو العاطفة ..وعلي حركة الرمال الملتهبة في* *السودان ظلت هذه الدعائيات حاضرة وثابتة لا تستثني في حضورها الطاغي* *زمهرير الشتاء ولا حمارة القايلة ولا حقول القمح أو (نشنكة ) البندقية ..حملات تستهدف الأشخاص* لا *البرامج ..ويقودها مدراء المكاتب وأفندية الدواوين ويوجهها* *صحفيو* *الزمان (المجوبك) بين اليقظة والأحلام ..*
*رئاسة الوزراء في سودان اليوم ليست نزهة تنتهي بتشكيل حكومة من بعض الأفندية ليؤدوا القسم أمام رئيس مجلس* *السيادة ورئيس القضاء إنما هو تحدي بالغ الصعوبة والتعقيد* *تتقاذفه* *رياح الفشل من كل جانب وهو بالضبط أشبه بطلقة أخيرة في* *بندقية مقاتل في مواجهة ثلاثة أهداف لابد له من تفكيكها جميعاً..الهدف الأول* *خلق برنامج تنفيذي قصير ورشيق ومتفق عليه لدعم القوات النظامية* *في* *عملياتها العسكرية لإنهاء التمرد وقيادة الجناح المدني للدولة للعمل وفق* *هذا الموجه دون تردد وإستعادة زمام المبادرة المدنية في الجهاز التنفيذي لإدارة*
*إقتصاد الحرب ومجتمع الحرب وخدمات الحرب* *وتعزيز روح المسؤولية الوطنية أثناء الحرب* ..
أما *الهدف الثاني فهو العمل الفوري والمباشر* *علي برنامج واضح وجدي محترف علي مسار العلاقات الخارجية للسودان* *علي أساس المصالح المجردة وإستبعاد أي أبعاد عاطفية للخطاب* *الخارجي والإبتعاد تماماً عن سياسة مغازلة المحاور المتعددة التي تشبه اللعب علي الحبال في سفوح الهملايا* *وإستعادة هوية الخارجية السودانية وإستقطاب عدد كافي من* *الدبلوماسيين الأكفاء من داخل الخارجية ومن خارجها وإعلاء* *نبرة التميز التاريخي للخطاب الدبلوماسي* *السوداني مع تقوية مراكز إسناد القرار التي أعلم أن لها خبرات تراكمية بالغة الأهمية* *حاولت حكومات قحت سيئة الذكر إنهاء وجودها (راجع إحتلال المتمرد* *حميدتي لمباني أكاديمة الأمن العليا بسوبا قبل الحرب) والعبث بملفات هذه الأكاديمية ومراكزها الحافلة* *بالمرجعيات* *الإستراتيجية المذهلة للناس والأحداث.*
*الهدف الثالث الذي لابد من تضمينه مرمي نيران الرصاصة الوحيدة هو تدابير* *المؤتمر الدستوري الجامع للقوي المدنية السودانية ببلورة كل* *المبادرات الداخلية والخارجية المطروحة في الساحة وصياغتها* *في شكل برنامج وطني واحد يعكف عليه الخبراء* *ممن تجاوزوا فكرة التكتيك السياسي أو التكليف الوزاري وما* *أكثرهم ..ليحددوا مسار الفترة الإنتقالية بتفاصيل التفاصيل عطفاً علي تجربة* *الإنتقال الفاشلة السابقة التي قادت لهذه الحرب المدمرة* *للدولة والمجتمع السوداني وعزل هذه النقاشات تماماً عن تقاطعات العمل* *الميداني ويوميات الحرب والتخبط السياسي الذي تقوم به القوي المختلفة مع إتاحة الفرصة لها للإتصال بمن تريد داخل وخارج السودان والإستعانة في ذلك* *بالخبراء السودانيين بالمؤسسات الإقليمية والدولية ومراكز البحوث والجامعات والهيئات وقدامي العسكريين* *والدبلوماسيين بغض النظر عن مرجعياتهم السياسية.*
*ولذلك في تقديري لابد لرئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة* *ألا يكون منتمياً بصورة هيكلية لأي جسم سياسي* *أو* *عسكري قائم* *اليوم* .
*لابد له ألا يكون علي علاقة مؤسسية بأزمة السودان التاريخية* *في النخب السياسية والمرجعيات البرامجية الموجودة.*
*لابد ألا يكون لديه جسم تشاوري قائم اليوم يعيده في مرحلة ما لمربع الإلتزام* *الضيق* .
*لابد لرئيس الوزراء الجديد أن يكون شخصية مستقلة ..مقبولة* .. *ولم* *يسبق له أن كان جزءاً من صراع السلطة بالسودان لا من منطلقات شخصية ولا تنظيمية ولا مناطقية* *ولا* *مطلبية ..فكل هذه كوابح ستعيد إنتاج* *الأزمة وستنطلق عليها الطلقة الأخيرة التي تمثل أمل السودانيين الأخير في بناء دولتهم* *ولملمة* *جراحاتهم* .
*نعود تفصيلاً* ..